رسالة مرصد الحريات الإعلامية للمبعوث الأممي لليمن
عناية السيد/ هانس غروندبرغ – مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن
تحية طيبة،
الموضوع: تضمين أسماء الصحفيين المعتقلين لقائمة تبادل الأسرى بين الحكومة وجماعة أنصار الله (الحوثيين)
بداية نثمن لسيادتكم الجهود المبذولة من قبلكم لتقريب وجهات نظر جميع الأطراف والتوافق لإنجاز صفقة تبادل جديدة للأسرى والمعتقلين.
يود مرصد الحريات الإعلامية في اليمن، وهو أول منصة رصد متخصصة بحريات الصحافة ومناصرة قضاياهم، للإسهام في خلق مناخ إعلامي آمن، وإنهاء حالات الإفلات من العقاب، أن يلفت عنايتكم إلى أن 6 صحفيين ما يزالون معتقلين في سجون الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) ثلاثة منهم مختفين قسرًا لا يعرف عنهم شيء حتى اليوم.
فعلى مدى السنوات التسع الأخيرة، وثقنا أكثر من ألفين وخمسمائة انتهاك، من بينها 54 حالة قتل لصحفيين وناشطين إعلاميين، بينهم صحفيتان، والمؤسف أنه في جميع الحالات يفلت الجناة من المساءلة والعقاب!
تحديات وممارسات تعسفية ممنهجة وغير قانونية يتم التعامل بها مع الصحفيين وكل من يخالفهم الرأي أو ينتقد الوضع الأمني والاقتصادي من قبل جميع أطراف الصراع في اليمن، مما ساهمت بشكل مخيف في تضييق مساحة الحريات الإعلامية، والتي تكشفها نتائج الرصد، فقد اختفى التنوع الإعلامي وهامش الحريات الذي كان موجودًا قبل الحرب الراهنة في اليمن، واختفت الصحافة الورقية في مناطق سيطرة جماعة “أنصار الله” الحوثيين عدا عدد محدود من الصحف المحسوبة عليها أو التي تدور في فلكها. وانسحبت عمليات التضييق على الحريات الإعلامية وعلى كافة الممتهنين للعمل الإعلامي الذين وجدوا أنفسهم إزاء خيارات صعبة إما العمل في وسائل إعلام تتبع الجماعة أو مغادرة مناطقها، أو الانصراف عن العمل الإعلامي، وكذلك تفتقر مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا لوجود صحافة مستقلة ومتنوعة الآراء والتوجهات، وباستثناء نماذج محدودة فإن السائد يعد إعلامًا تعبويًا حربيًا إما تنخرط فيه، أو تصبح عاطلًا ومنبوذًا وربما تلاحق لو اخترت العمل بطريقتك.
مناخ كهذا يسهم بشكل كبير في تدمير مقومات الحريات الإعلامية، وهو ما يتسم به المشهد الإعلامي الحالي في أسوأ تجلياته، ولم يعد الصحفيون يمارسون عملهم بعيدًا عن الضغوطات التي تمارسها أطراف الصراع.
إن إفلات المجرمين من العقاب وعدم محاسبتهم صاعد من حدة استهداف الصحفيين دون خوف من العقاب، تطورت حد استخدام طرق بشعة لم تشهدها اليمن من قبل، من خلال الاستهداف المباشر للصحفيين، وزرع متفجرات في سياراتهم، واستهداف أسرهم بهدف إرهابهم وتخويفهم من مواصلة عملهم الصحفي، وهو ما يستوجب على المجتمع الدولي تكثيف الجهود من أجل ترسيخ المساءلة القانونية، ومعاقبة مرتكبي تلك الانتهاكات باعتبارها جرائم لا تسقط بالتقادم، ولن يفلت مرتكبوها من العقاب.
وعليه نطالب:
- بالإفراج عن الصحفيين نبيل السداوي ومحمد الحطامي من سجون جماعة أنصار الله (الحوثيين).
- كشف مصير الصحفي وحيد الصوفي المخفي في سجون جماعة أنصار الله (الحوثيين) مُنذ العام 2015 الذي لا نعرف عنه شيئًا حتى اليوم، والإفراج عنه.
- إسقاط الحكم الجائر بحق الصحفي أحمد ماهر وسرعة الإفراج عنه من سجون الحكومة اليمنية.
- كشف مصير الصحفي ناصح الشاكر في سجون الحكومة اليمنية والإفراج عنه.
- الإفراج عن كل المعتقلين من ممثلي منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية وكذلك الموظفين السابقين في السفارات الأجنبية العاملة في اليمن.
سيادة المبعوث:
لا تخفيكم المعاناة والمعاملة القاسية للصحفيين في المعتقلات وحرمانهم من الرعاية الطبية، والبيئة الصحية الجيدة، والطعام المناسب، بل أن أغلب الصحفيين المعتقلين يتم محاكمتهم في محاكم غير مختصة وتصدر ضدهم احكام جائرة دون اثبات أو دليل سوا أنه صحفي، كما حدث مع الصحفي أحمد ماهر الذي حكمت عليه بالسجن أربع سنوات والصحفي علي الكثيري والصحفية وفاء المطري وقبلهم الصحفي محمد الصلاحي ونبيل السداوي وأربعة صحفيين حكم عليهم بالإعدام قبل الإفراج عنهم بصفقة تبادل رعتها الأمم المتحدة.
إلى جانب ما يعانيه الصحفيون في السجون، يعيش أهاليهم معاناة أخرى لا تقل معاناة داخل السجن من ديون مالية متراكمة مقابل متابعة قضايا أبنائهم، وتدهور حالتهم الصحية.
سيادة المبعوث:
لقد رأينا صور مفرحة صاحبت استقبال الصحفيين الأربعة “عبدالخالق عمران – توفيق المنصوري – أكرم الوليدي – حارث حُميد” أثناء خروجهم من سجن جماعة الحوثي في أبريل 2023 بعد ثمانية أعوام من الاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب ضمن صفقة تبادل أسرى رعيتموها أنتم في الأمم المتحدة، ونأمل أن تتكرر هذه الصورة مع بقية الصحفيين الذين ما زالوا في المعتقل.
نحن على ثقة بأنكم لن تتخلوا عن واجبكم الإنساني والأخلاقي تجاه الصحفيين والعاملين في المجتمع المدني وتركهم يواجهون هذا المصير المجهول الذي بات مقلقًا لنا ولأسر الصحفيين.
ولكم منا جزيل الشكر والتقدير،
مرصد الحريات الإعلامية – اليمن
4 يوليو2024