شهود عيان يرون تفاصيل مجزرة مروعة تعرض لها الصحفيون في تعز
في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة ٢٦ مايو خرج الاعلامي صلاح الوهباني برفقة مجموعة من الاعلاميين لتغطية المعارك في مدينة تعز جنوب اليمن.
يقول صلاح وهو مصور حر وكان ضمن الاعلاميين المتوجهين لتغطية المعارك ” كالعادة نذهب الى الجبهات لتغطية المعارك التي تشهدها المدينة ولم نكن نعرف انه سيكون يوم مختلف”
مضت دقائق فقط على وصول الصحفيين الى جوار الجامعة اللبنانية بالقرب من سُوَر معسكر التشريفات عندما استهدفتهم قذيفة من الاتجاه المقابل حيث يقصف مسلحي الحوثي وصالح.
صلاح الذي نجا بأعجوبة لم يكن يتوقع هذه الفاجعة وانه علي موعد مع يوم مؤلم، فقد رفاقه المصور وائل العبسي والمصور تقي الدين الحذيفي، وبترت الرجل اليسرى للمصور وليد القدسي. وكان قد سقط قبلهم بدقائق المصور سعد النظاري وهو مصور تابع لقيادة المحور برصاص قناص بالقرب من المكان.
الفاجعة هزت الوسط الصحفي في تعز واليمن عموما اذ انها المرة الاولى التي يتم استهداف فريق صحفي متكامل بهذا العدد.
وائل العبسي يعمل مصورا لقناة اليمن الفضائية التابعة للحكومة الشرعية، فيما يعمل زميله تقي الدين الحذيفي كمتعاون لدى قناة الجزيرة الاخبارية والجزيرة مباشر.
ويعمل وليد القدسي مصورا لقناة عدن الفضائية التابعة للحكومة الشرعية وقد بترت رجله اليسرى في الحادثة، فيما صلاح الوهباني الذي تعرض لإصابة بشظايا القذيفة في كتفه الايمن يعمل كمصور لدى مكتب قائد المقاومة في تعز.
ويروي الصحفي هيكل العريقي مراسل قناة عدن الفضائية لمرصد الحريات الاعلامية ” عملنا على تقسين انفسنا لمجموعتين خوفا من الاستهداف، وبينما كنا نقوم بعملنا سقطت احدى القذائف التي اطلقها الحوثيين لتستهدف مجموعة من الصحفيين وسقط على اثرها وائل وتقي الدين واصيب وليد وصلاح “.
ويقول صلاح الوهباني وهو شاهد عيان علي الحادثة ” كنا انا ووائل العبسي وتقي الدين الحذيفي ووليد القدسي امام الجامعة اللبنانية قريب من اسوار معسكر التشريفات، وفي حدود الساعة السابعة والنصف صباحا اطلق الحوثيين قذيفة استهدفتنا وسقط خلالها وائل العبسي ووليد القدسي ، وتوفي وائل بعد دقائق من الاصابة ، ثم اتت قذيفة اخرى واستهدفت تقي الدين الحذيفي، وقد نتج عن هذه القذائف استشهاد المصور وائل العبسي والمصور تقي الدين الحذيفي ، واصيب المصور وليد القدسي الذي بترت قدمه ، بينما اصبت انا اصابة بالكتف”.
الصحفي مأرب الورد تحدث عن الحادثة بقولة ” ما تعرض له الصحفيين اليوم بتعز من مجزرة بشعة تعتبر سلسلة ضمن جرائم الحوثيين اتجاه الصحفيين، والجريمة الكبرى والاولى بدأت بإعلان زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي في اول خطاب له بعد عاصة الحزم والذي وصف فيه الصحفيين بالأخطر من ضمن عملاء العدوان كما يسميهم ، وبالتالي كان هذا تحريض وتوجيه من زعيم الجماعة لعناصره المنتشرين في كل المناطق للفتك بالصحفيين والتعامل معهم كأعداء اشد من المقاتلين في الجبهات، وبالتالي اصبح الصحفي هو المستهدف رقم واحد لدى الجماعة “.
ويضيف مأرب الورد ” لم يقتصر استهداف الصحفيين على الذين يغطون الاحداث من الميدان بل شمل الصحفيين في اماكن عملهم واغلاق الصحف والوسائل الاعلامية ومطاردة الصحفيين وتشريدهم، فالصحفي بالنسبة للحوثيين عدو يجب اختطافه ان امكن او قتله ، او تصفيته ، ولم يقتصر الاستهداف للصحفي فقط بل شمل الاذى أسر الصحفيين الذين يتعرضون للتهديد المستمر ”
ودعا الصحفي مارب الورد المنظمات الدولية المعنية للضغط على جماعة الحوثي لوقف الاعتداءات التي تمارسها الجماعة بحق الصحفيين ، ليس فقط بالدعوة والمناشدة وانما عن طريق استخدام ادوات ضغط اكثر فاعلية.