دراسة :- القصص الانسانية لا تتجاوز ٨٪ من تناولات الاعلام اليمني

دراسة :- القصص الانسانية لا تتجاوز ٨٪ من تناولات الاعلام اليمني

 

في دراسة صادره عن مركز الدراسات و الاعلام الاقتصادي …… القصص الانسانية لا تتجاوز ٨٪ من تناولات الاعلام اليمني

 

كشفت دراسة صادرة عن مركز الدراسات و الاعلام الاقتصادي ضعف الحديث عن السلام في وسائل الإعلام اليمنية و هيمنة اللغة التحريضية . حيث أن 70 % من البرامج و الاخبار  تتحدث عن المعارك العسكرية فقط مع إغفال الحديث عن السلام أو مبادرات السلام.

 

و أوضحت الدراسة التي تأتي في إطار مشروع رصد الحريات الاعلامية في اليمن و استهدفت عشر قنوات يمنية بان اللغة التحريضية هي السائدة في أداء وسائل الاعلام اليمنية حيث ان 63.9 من البرامج المرصودة هيمنت عليها لغة  تحريضية و نبرة مثيرة لإضفاء صفة عاطفية على موضوع القصة دون الحاجة إلى ذلك،  وذلك بهدف تأجيج حدة الصراع واستمالة مشاعر الجماهير  تجاه الطرف الاخر .

 

و أضافت الدراسة أن  القصص الانسانية التي تحكي معانات المواطنين اليمنيين جراء تردي الاوضاع الاقتصادية و الانسانية يطويها النسيان والتجاهل اذ تطغي اخبار المواجهات العسكرية والعنف علي وسائل الاعلام ويرحل الفقراء دون ان يلتفت اليهم احد ، حيث مثلت نسبة تناولات القصص الانسانية في البرامج و الاخبار المرصودة نسبة 7.5 % فقط من إجمالي البرامج المرصودة.

 

و توصلت الدراسة  الي ان نصف البرامج و الاخبار التي تم رصدها عملت على جعل الصراع مبهما و غير واضح , من خلال وضع المشاهد أمام عدد من مشاهد النزاع ، دون تبيين حقيقة النزاع القائم و إبراز الاسباب التي أدت إلى هذا الصراع و الاطراف المؤثرة التي تعمل على استمراره محاولة منها في عدم تمكين الجمهور من فهم أهمية التطورات و الاحداث الجديدة التي تم ذكرها في البرنامج أو الخبر .

 

كما بينت نتائج الدراسة أن 54.9 % من البرامج و الاخبار تغطي فقط أخبار طرف واحد من أطراف النزاع في اليمن و محاولة تغطية أخبار الطرف الاخر و لكن بطريقة مناوئة بهدف التشويه ورسم صورة سلبية عنه.

 

مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات و الاعلام الاقتصادي أوضح بأن الدراسة هدفت إلى تقييم تعامل وسائل الاعلام في اليمن (القنوات التلفزيونية ) مع الحرب الدائرة في اليمن منذ مارس 2015 من خلال تحقيق عددا من الاهداف تتمثل في مدى تقديم وسائل الاعلام لمعلومات أساسية حول طبيعة النزاع و مراحل تطوره ,  ومدى  مراعاتها لحساسية الصراع ,  و دورها في الوصول الى السلام و الحل الشامل للحرب في اليمن,  إضافة إلى تناولاتها للقضايا الانسانية التي انتجتها الحرب.

 

و عزا نصر أسباب هيمنة اللغة التحريضية على أداء وسائل الإعلام إلى ظاهرة الاستقطاب التي اتسعت في وسائل الاعلام اليمنية منذ بدء الحرب  و التي انقسم فيها الاعلام الي فريقين أحدهما مؤيد للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا برئاسة الرئيس عبده ربه منصور هادي والأخر يتبع جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح،  حيث سعت هذه الأطراف المنخرطة في الصراع إلى توظيف إعلامها لخدمة سياساتها والمساهمة في تشكيل رأي عام يسمح بتمرير خططها وأهدافها و استقطاب مؤيدين لتوجهاتها العسكرية والسياسية.  وفي إطار كل طرف ظهرت وسائل اعلام بأجندة تعتمد علي التمويل المالي الذي تتحصل عليها هذه الوسيلة او تلك، والبعض منها يتبع أطرافا وجهات محلية و اخري تتبع اطراف خارجية.

 

وقال نصر ان ذلك لا يعني انه لا توجد وسائل إعلامية تحاول جاهدة ان تكون مهنية في بيئة تتسم بالصراع وصعوبة العمل لكنها تظل محدودة، مشيدا ببعض القنوات والمواقع الالكترونية والاذاعات التي تحاول ان تقدم للجمهور معلومات مبنية علي الحقائق.

 

و أوصت الدراسة إلى ضرورة إقامة الورش و التدريبات لتزويد الصحفيين بالمعارف والمهارات التي تؤهلهم لمعرفة مفهوم السلام وبناء معناه في ضوء المتغيرات الثقافية والاجتماعية و الاقتصادية, إضافة إلى بناء قدراتهم  في مجال الصحافة الحساسة للنزاعات.

 

كما أوصت بإعادة النظر في القواعد التنظيمية لوسائل الإعلام واللوائح المنظمة لعملها بما يسمح لهذه الوسائل بتغطية الأحداث المرتبطة بالنزاعات وفقا للمعايير الصحفية الأخلاقية، وضرورة وضع ميثاق مهني للصحفيين يتعلق بتغطية قضايا الصراع. فعدم وجود معايير مهنية محددة ومناسبة يجعل من عملية تقييم الأداء الصحفي أثناء الأزمات عملية صعبة وغير علمية.

 

و تضمنت التوصيات أهمية ان تحظي القضايا الانسانية باهتمام عالي لدي وسائل الاعلام لكن لابد ان يتم ذلك من خلال اتباع معايير وآليات كتابة القصة الانسانية بحيث تصبح تلك القصص مؤثرة وأيضا بعيدة عن تجييرها لزيادة الصراع او استخدامها من قبل اي طرف . وذلك من خلال تأهيل الصحفيين على إعداد و تبني القضايا الانسانية.

 

يذكر ان مركز الدراسات والإعلام الاقتصادية منظمة مجتمع مدني غير ربحية تعمل من اجل اقتصاد يمني ناجح وشفاف ويسعى الى التوعية بالقضايا الاقتصادية وتعزيز الشفافية والحكم الرشيد ومشاركة المواطنين في صنع القرار ، وإيجاد إعلام حر ومهني ، والتمكين الاقتصادي للشباب والنساء وبناء السلام