صحفيو الجوف .. قصة النزوح والمعاناة جراء المواجهات العسكرية الأخيرة

يواجه الصحفيون النازحون من محافظة الجوف حياة صعبة عقب نزوحهم إلى محافظة مارب جراء سيطرة مسلحي جماعة الحوثي على عدد من مديريات محافظة الجوف منها مديرية الحزم مركز المحافظة.

 

ثلاثة عشر صحفي استطاعوا النجاة بعد أن تعرض البعض منهم للاصابة والملاحقة وفقد البعض منهم سيارته في حين لم يتمكنوا جميعا من اصحاب كاميراتهم ولابتوباتهم ومعدات عملهم.

يصطدم الصحفيون الذين كانوا يعملون بالقطعة بغلاء السكن وارتفاع كلفة الحياة المعيشية في مأرب.

يقول الصحفي عبدالعليم دحلان والذي يعمل مراسلا لقناة اليمن اليوم بمحافظة الجوف : أنا أحد الصحفيين الذين تركوا جميع ادواتهم وخرجوا من محافظة الجوف ولم نتمكن من اخذ شي خوفا على حياتنا ولكي نتمكن من اجل الخروج بأمان”.

استهدف الحوثيون سيارته بقذيفة دمرتها تماما، وكان في داخلها سبعه لابتوهات لعدد من زملاءه الصحفيين وكاميرا.

ويقول بأن القناة التي يعمل فيها رفضت تعويضه بحجة انه يعمل بنظام القطعة ويضيف ” بعد خروجنا من مدينة الجوف تعرضنا للتقطع والتهديد بالقتل من قبل مسلحين بهدف نهب ما بحوزتنا ، لكنهم تركونا عندما اكتشفوا أنه لا يجد شيء معنا فنحن خرجنا بملابسنا فقط “.

 

يقول : وصلنا إلى مأرب وحاولنا أن نستقر فيها فواجهتنا الكثير من المتاعب بدأت بصعوبة الحصول على السكن بسبب غلاء الإيجارات والبعض منهم يشترط علينا دفع ايجار ثلاثة أشهر مقدما، الى جانب زيادة المصاريف اليومية وشراء جميع وجبات الاكل من المطاعم”.

 

اما الصحفي صالح مبخوت مراسل قناة سهيل وهو أحد الاعلاميين النازحين من محافظة الجوف ، تعرض للعديد من المخاطر خلال فترة ممارستة للعمل الإعلامي حيث اشدت قسوتها خلال الفترة الأخيرة نتيجة التصعيد العسكري الذي شنه الحوثيون على المحافظة بداية شهر فبراير الحالي ، ويواصل الصحفي مبخوت حديث ” كنا عرضة لنيران الحوثيين واستهدافاتهم أثناء تغطيتنا في جبهات مختلفة حيث استهدف وسيلة النقل التابعة للطاقم الإعلامي بالجوف الذي كنت أحد أعضائه بصاروخ حوثي ما أدى إلى إتلافها بشكل كامل مما صعب علينا التنقل من مكان لآخر لتغطية الأحداث”.

 

مبخوت يقول بأنه بسبب عملي الصحفي أجبرت أن اعيش في مكان بعيد عن والدتي التي نزحت هي الأخرى بسبب حرب الحوثيين واعيش بمعزل عن زوجتي وطفلي الوحيد ذو الستين يوما الذي يتفاقم وضعه الصحي بسبب مكوثه في مكان تنعدم فيه أبسط وسيلة لتبريد حرارة الصيف.

يضيف ” لا استطيع اللقاء بهم سوى ساعات بسيطة لعدم حصولنا على مأوى يحوينا ويجمعنا وإن وجد نعجز عن توفير الإيجار الباهض “.

 

الصحفي ماجد عياش مراسل قناة يمن شباب تعرض هو الآخر للإصابة بالعمود الفقري بشضايا قذيفة أطلقها مسلحين تابعين لجماعة الحوثي .

هكذا يبدو حال الصحفيون النازحون من مأرب عقب المواجهات الأخيرة بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي.

 

وفي كل مرة يدفع الصحفيون ثمن تصاعد المواجهات المسلحة في اليمن وما يزال المئات من الصحفيين اليمنيين نازحين داخل اليمن وخارجها فيما العشرات في المعتقلات.

وقد أعلن مرصد الحريات الاعلامية في اليمن مؤخرا عن تسجيل 34 حالة انتهاك مورست ضد اعلاميين خلال الشهرين الماضيين يناير وفبراير من العام الجاري ٢٠٢٠م .