صحفيو حضرموت: قمع واعتقالات وتشريد

قمع، اعتقالات وتشريد باتت تلك عناوين لواقع الصحفيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية بحضرموت في الوقت الراهن.

 

“تركت عائلتي عند أحد أقاربي وأصبحت مشردا. لا أستطيع العودة لمنزلي ومعرض للاعتقال في أي لحظة ” هكذا يقول الصحفي معتز النقيب مراسل قناة يمن شباب الذي تعرض لممارسات تعسفية كان آخرها الاعتداء عليه ومصادرة ذاكرة كاميرته من قبل جنود تابعين للمنطقة العسكرية الثانية أثناء تغطيته للاحتجاجات التي نفذه الأهالي في أحياء المكلا جراء تدهور الخدمات في المحافظة وأبرزها الكهرباء.

 

 120 يوم على اعتقال بكير 

 

وقد تصاعدت حدة الانتهاكات والممارسات التعسفية على الصحفيين خلال الأشهر الأخيرة في المحافظة التي كانت الأكثر هدوءا وبعدا عن الصراع المسلح في اليمن. فقد تعرض المصور الصحفي عبدالله عوض بكير في ال 27 من مايو الماضي للاعتقال والاخفاء القسري كما تم وضعه في زنزانة انفرادية في ظروف سيئة وغير إنسانية، الامر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية ما دفع السلطات لنقله للمستشفى مرتين.

 

وعقب أربعة أشهر قضاها بكير في سجون الاستخبارات العسكرية بالمكلا ونظرا لحملات الضغط المستمرة من قبل عدد من الصحفيين والمؤسسات الحقوقية ونشطاء حقوق الانسان وافقت النيابة الجزائية المتخصصة بالمكلا النظر في دعوى احتجازه حيث تشكل فريق للدفاع عن المصور بكير.

 

اعتقال شقيق الصحفي اليزيدي

 

الصحفي محمد عبدالوهاب اليزيدي مراسل قناة بلقيس الفضائية يتعرض هو الاخر لممارسات تعسفية لم تنجو منها اسرته أيضا. قامت السلطات الأمنية بحضرموت بإعتقال شقيقه في محاولة منها لإرهابه وإيقافه عن نشر قضايا الفساد وانهيار الخدمات العامة في حضرموت.

وفي وقت سابق من شهر سبتمبر تعرض الصحفي اليزيدي للتهديد والملاحقة ومحاولة اختطاف من قبل مسلحين بلباس مدني اتضح فيما بعد انهم تابعين للاستخبارات العسكرية بحضرموت، وما تزال قضية اليزيدي منظورة أمام المحكمة حيث يحاكم في قضية نشر بدعوى من مكتب الأشغال العامة بمدينة المكلا.

 

اعتقال باحريش واحالته للنيابة 

 

كما تعرض الصحفي حسن باحريش للاعتقال في أغسطس الماضي بمحافظة حضرموت على خلفية قضية نشر انتقد فيه تأخير افتتاح قناة حضرموت الحكومية مشيراً الى ان رجل الاعمال اليمني عبدالله بقشان والذي يملك قناة خاصة باسم حضرموت هو من يعرقل انطلاق قناة حضرموت الحكومية .

 

واكد الصحفي باحريش انه تم الافراج عنه من مديرية أمن وشرطة تريم بضمانه حضورية بعد التحقيق المبدئي والالتزام للمثول اليوم الثاني امام نيابة تريم الابتدائية للنظر في شكوى مقدمة ضده من رجل الاعمال عبدالله احمد بقشان بخصوص في قضايا نشر .

 

واثناء محاولتنا التواصل مع الصحفي باحريش لمعرفة مجريات التحقيق قال ” اعذروني عن عدم الرد او النشر او التوضيح في القضية بسبب توقيعي تعهد امام النيابة والمحكمة ب عدم النشر في ذلك الى ان يتم الفصل في القضية

 

النقابة ضحية أخرى 

 

شملت سلسلة الانتهاكات عدد من أعضاء نقابة الصحفيين اليمنيين بما فيهم رئيس فرع نقابة الصحفيين في حضرموت سالم الشاحت حيث تعرض لحملة تحريض وتهديد على خلفية دفاعه عن الصحفيين تجاه الممارسات التعسفية التي يتعرض لها الصحفيين ورفض السلطات الامنية بمحافظة حضرموت الافراج عن الصحفي عبدالله بكير.

 

كما تعرض عضو نقابة الصحفيين صبري بن مخاشن لسلسه من الانتهاكات منها اعتقالة في نهاية 2018 وتعذيبه ومضايقته بعد الإفراج عنة ومحاولة تقييد حريته ومنعة من السفر وسحب جوازة .

 

50 انتهاك ضد الصحافة بحضرموت

 

ووفقا لمرصد الحريات الإعلامية في اليمن فقد سلجت محافظة حضرموت 49 حالة انتهاك منذ العام 2015 حتى شهر سبتمبر الحالي تنوعت بين اختطاف واعتقال وتهديد وتعذيب.