بيان صحفي من مرصد الحريات الإعلامية في مقتل المخرج التلفزيوني مصعب الحطامي

يدين مرصد الحريات الإعلامية بأشد العبارات مقتل المصور والمخرج التلفزيوني مصعب عبدالحفيظ الحطامي في استهداف نفذته جماعة الحوثي (أنصار الله) يوم السبت 26 أبريل 2025 في مأرب.

وفقًا للمعلومات التي حصل عليها فريق المرصد من زملاء الفقيد، فقد كان مصعب في طريقه إلى خطوط التماس لتوثيق وتغطية أحداث الحرب في اليمن، حيث كان يعتزم إنتاج مواد إعلامية حول النزاع المستمر في البلاد، عندما فاجأهم الهجوم من قبل مسيرة حوثية أدت إلى مقتلة، وإصابة شقيقه المصور صهيب الحطامي.

مصعب الحطامي، مصور ومخرج سينمائي عمل على العديد من الأفلام الوثائقية حول الحرب في اليمن، وكان قد عاد مؤخرًا إلى اليمن من هولندا، لزيارة أسرته وتوثيق مواد إعلامية عن الحرب الدائرة في اليمن، ليصبح أحد ضحاياها.

ويعتبر مرصد الحريات الإعلامية في اليمن بأن استهداف مصعب وأخيه اثناء قيامهم بمهمة التصوير يضاف إلى سلسلة الانتهاكات المستمرة ضد الصحفيين والإعلاميين في اليمن، والتي تسببت في سقوط 54 من الضحايا صحفيين وعاملين في مجال الإعلام الذين كانوا يؤدون عملهم المهني في ظروف خطيرة للغاية.

يُذكر أن مرصد الحريات الإعلامية قد وثق أكثر من 2600 انتهاك ضد الصحفيين والإعلاميين في اليمن على مدار العشرة أعوام الماضية، حيث يعاني الصحفيون من تهديدات متواصلة تشمل القتل، الاعتقال، الاختفاء القسري، الاعتداءات الجسدية، وغيرها من الانتهاكات التي غالبًا ما يفلت مرتكبوها من العقاب. إن هذه الانتهاكات تُمثل تهديدًا خطيرًا لحرية الصحافة، وتُعد مؤشرًا على بيئة العمل القمعية التي يعيش فيها الصحفيون في اليمن.

كما يُجدد مرصد الحريات الإعلامية دعوته لكافة الصحفيين والمصورين العاملين في مناطق النزاع والمناطق غير الآمنة بضرورة الالتزام بتوخي الحذر الشديد والاستعداد بأدوات الأمان والسلامة مثل الخوذ والدرع الواقية للحفاظ على حياتهم وسلامتهم في ظل الظروف الخطيرة التي يواجهونها.

إن مرصد الحريات الإعلامية يطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحرية الإعلام بالتحرك الفعال لضمان محاسبة المسؤولين عن مقتل الصحفيين والإعلاميين في اليمن. كما يجب أن تضغط هذه المنظمات على جماعة الحوثي لوقف سياسة القمع الممنهج ضد الصحفيين وسائل الإعلام المستقلة في المناطق التي تسيطر عليها، حيث أصبح الإعلام في تلك المناطق يخضع بشكل شبه كامل لسلطة الأحادية، مما يقوض حرية الصحافة بشكل غير مسبوق.

مرصد الحريات الإعلامية يؤكد على أن حماية الصحفيين يجب أن تكون أولوية عالمية، ويجب أن يتم تحقيق العدالة لجميع الصحفيين الذين سقطوا ضحايا لهذه الانتهاكات المستمرة. كما يطالب بإنشاء آليات رصد دولية فعالة لضمان التحقيق في جميع الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن.

إننا في مرصد الحريات الإعلامية نؤكد التزامنا الكامل والمتواصل بمراقبة ورصد الانتهاكات ضد الصحفيين، ونسعى للعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا الدوليين لضمان حقوق الصحفيين في اليمن، وتوفير بيئة آمنة تتيح لهم.