ماما.. بابا ليه مش موجود؟ سؤال ابن الصحفي المقري الدائم

” ماما ليه بابا مش موجود … ماما بابا متى بيرجع” كلمات كثيرا ما يرددها ابن الصحفي محمد المقري ذو الخمسة أعوام حيث فقد والده منذ ثلاثة أعوام عندما اختطفه مسلحو تنظيم القاعدة، لتبدأ المعاناة الطويلة والمرة لأسرة محمد المقري.

احساس بالعجز وفقدان الأمل هذا ما تشعر به اسرة المقري منذ اختطاف ابنها، وتخاذل جميع الأطراف سواء كانت حكومية او جهات معنية بحرية الرأي والتعبير، بما فيها القناة التي كان يعمل معها مراسلا ” اليمن اليوم “، حيث لم يتواصل مع اسرته أحد.

باتت اسرة المقري تضبط اوقاتها على مواعيد نشرات الاخبار في القنوات الفضائية، تتابع عل خبرا مفرحا يأتي يعيد لهم غائبهم.

 

خذلان

زوجة الصحفي المقري قالت ” لم أعد أحتمل هذه الحياة الصعبة والقاسية، الم يعصر قلوبنا، وام تنتظر عودة ابنها ، وزوجه تعيش على الأمل، واطفال يكبرون كل يوم دون أب يرعاهم ويحميهم من قساوة الزمان حتى يشتد عودهم”، وتضيف ” مع كل الهم والحزن الذي اعيشه اجدني بحاجة الي مواساة امه التي كلما سمعت صوتي تبادرني بالسؤال عنه وكلها شغف ان احمل لها إجابة مفرحة عن عودة ولدها.

الزوجة التي هي بحاجة الي من يواسيها كما تقول ” امه تعبت كثيرا على فراق ولدها، لم تعد تصدق إجاباتي والتأكيد بان ولدها ما يزال بخير “.

 

عقب اختطاف محمد المقري قبل ثلاثة أعوام من قبل مسلحين يتبعون تنظيم القاعدة اثناء سيطرتهم على المدينة لم ترد الاسرة ان تعلن عن اختطافه والتصعيد إعلاميا، حيث فضلت انتهاج طريقة الوساطات كما يفعل الكثير من اليمنيين مع الجماعات المسلحة كجماعة الحوثي”، تقول زوجته ” لم نعلن الامر حتى عبر قناة اليمن اليوم التي كان يعمل فيها حتى لا يعتبرها تنظيم القاعدة قناة معادية ويسيئون معاملته “، وعندما لم تنجح تلك المحاولات قررت الاسرة التصعيد ونزلت في تظاهرات ووقفات احتجاجية امام مقر التنظيم الأمني وتم تغطية الموضوع من عدة وسائل الاعلام بما فيها قناة اليمن اليوم.

 

بعد كل هذه المدة التي غيب فيها الصحفي محمد المقري تقول زوجته ” بدات قضيته تنسى، وتناسى الكثير الصحفي المقري والمختطفين لدى تنظيم القاعدة، وعندما تواصلنا مع القناة لتفعيل الموضوع إعلاميا للأسف لم تتفاعل كثيرا “، وتشعر بالاستثناء أيضا بأن نقابة الصحفيين اليمنيين لم تولي القضية الاهتمام الكافي أيضا.

 

من جانبها تقول الدكتورة ابها باعويضان وهي الزوجة الثانية للصحفي المختطف المقري ” كان قد مضى عام فقط على زواجنا عندما اختطفه تنظيم القاعدة وابعدته عنا، كان ابني عزالعرب يبلغ من العمر يومها شهرين فقط، والان عز العرب يشارف الرابعة من عمرة ( ثلاث سنوات واربعه اشهر ) ويسأل دائما ماما ليه بابا مش موجود؟.

ويكرر على الدوام ” ماما بابا متى بيرجع ، دائما يسأل عليه خصوصا ان كل حديثي معه لما يرجع بابا .. صار وقتي مشغول بالتعلم والاهتمام بطفلي. أحاول ان اشغل وقتي لعلي اهرب من همي او حزني .

 

اقتحام !

 

امير باعويضان اخ زوجة الصحفي المختطف محمد المقري يذكر عندما قامت مجموعة من مسلحي القاعدة ترافقهم أمرأه باقتحام منزل شقيقته ابها وكانت لوحدها في المنزل مع ابنها الرضيع، لقد دخلوا غرفة نومها واخذوا كل الاوراق التي عثروا عليها من بينها عقد زواجها والهواتف النقالة وبطاقات الذاكرة التي تحتوي على صورها، وعلى الرغم من صراخاها الا ان ذلك لم يمنع تعاملهم بوحشية. يقول عندما عرف اهلي بان تنظيم القاعدة اقتحم منزل شقيقتي، جاءوا مسرعين الى منزلها لكن لم يسمح المسلحين لهم بالدخول الى المنزل .

 

مصير غامض

 

يؤكد نائب رئيس فرع نقابة الصحفيين بحضرموت وشبوة والمهرة صلاح مبارك ان مصير الصحفي محمد المقري لايزال مجهولا في سجون تنظيم القاعدة منذ اكتوبر 2015.

مضيفا انه منذ استلام النقابة بلاغ من أسرة المقري باختطافه من قبل عناصر تنظيم القاعدة ابان سيطرتهم على مدينة المكلا والساحل الحضرمي تابعنا وتحركنا في عدة اتجاهات ولم نكتفي باصدار البيانات وابلاغ الرأي العام بل تعدت ذلك إلى المتابعة الميدانية مع شخصيات المجتمع المؤثرة في مواقع وأماكن مختلفة واللقاء بسلطة الأمر الواقع حينها ، إلى جانب البحث عن إيجاد قنوات وساطة تسهم بالإفراج عن الزميل المقري ، وكان يشارك في هذه المتابعات واللقاءات ممثلا لاسرة المقري لنضعهم في الصورة أولا بأول بكل التحركات .

 

وقبل أيام من سيطرت القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي على مدينة حضرموت تمكنت قيادة فرع النقابة ضمن مساعيها من مقابلة شخصية مؤثرة في أحد مدن الساحل وطرحت عليه قضية اختطاف الزميل محمد المقري إلى جانب الزميل أمير باعويضان وآخرين والمطالبة من هذه الشخصية الاجتماعية والدينية التدخل لدي عناصر تنظيم القاعدة والضغط عليهم للإفراج عن الزملاء أو ان تتاح لهم التواصل مع أسرهم حتى هاتفيا وهو مطلب إنساني وكنا نشعر بالتفاؤل وان الأمور ستسير بالاتجاه المطلوب وبالفعل تم السماح لأحد المختطفين بالإتصال باسرته الا أن الأحداث تسارعت فيما بعد وتهاوى حكم تنظيم القاعدة وتم دحر عناصره من المكلا والساحل الحضرمي بشكل كاملن وتم الافراج عن المختطفين بإستثناء الصحفي المقري ، ومن يومها لم نعرف شيئا عن مصيره الذي يكتنفه الغموض حتى الآن وما اذا كانت قد اخذته عناصر القاعدة معهم لدى مغادرتهم المكلا.

 

40 شهر على الحادثة

وترجع قضية الصحفي المقري إلى 12 من اكتوبر من العام 2015 حيث اختطفة مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة من احد الاستراحات بالمدينة ومن ثم اقتحام منزله والعبث بمحتوياتة واقتيادة الى منطقة مجهولة ولايعرف عنة شي حتى اليوم ، وذلك بعد تغطيتة لمسيرة تطالب برحيل تنظيم القاعدة من المدينة وفور انتهاء المسيرة تم اختطافة إلى جانب اثنين آخرين وهم أمير باعويضان مراسل قناة أزال والمصور التلفزيوني أكرم اليماني وتم الافراج عنهم بعد تحرير الحكومة اليمنية للمحافظة وبقي الصحفي محمد المقري مخفيا لا يعرف مكان تواجدة .

 

الصحفي المقري متزوج ولدية ولدان الاول يبلغ 20 عاما من زوجته الاولى وطفل لم يبلغ سن الرابعة من الزوجة الثانية، خريج علوم ادارية عشق الإعلام وكتب العديد من التقارير أثناء دراسته ، ثم عمل مراسل لصحيفة اليمن اليوم ثم مدير مكتب الصحيفة بحضرموت والتحق بالقناة منذ افتتاحها بفترة وجيزة.